المرأة القروية… الاكراهات والضغوطات التي تعيشها نساء البوادي
تعتبر المرأة القروية من الفئات الأكثر تضررًا في المجتمعات الريفية. فهي تعيش في ظروف صعبة ومحدودة، حيث تفتقر إلى الموارد والخدمات الأساسية التي تحتاجها لتحسين جودة حياتها وحياة أسرتها. وبالتالي، فإن المرأة القروية تواجه العديد من التحديات اليومية التي تؤثر على حياتها وتقدمها.
تحديات لا تنتهي
إحدى أكبر التحديات التي تواجهها المرأة القروية هي الفقر. ففي الكثير من المناطق الريفية، تكون الفرص الاقتصادية محدودة جدًا، وهذا يؤثر على الدخل الذي تجنيه المرأة القروية وعلى قدرتها على تلبية احتياجاتها الأساسية واحتياجات أسرتها. كما أن المرأة القروية غالبًا ما تعاني من عدم وجود فرص عمل ملائمة لها، وهذا يجعلها تعمل في وظائف ذات أجور منخفضة وظروف عمل سيئة.
بالإضافة إلى الفقر، تواجه المرأة القروية العديد من التحديات الأخرى، مثل عدم الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية وعدم وجود مرافق ترفيهية وتربوية للأطفال. وكما أن المرأة القروية غالبًا ما تعاني من التحرش والعنف الجنسي والعنف الأسري، مما يؤثر على صحتها النفسية والجسدية.
مسؤوليات عديدة
ومع ذلك، فإن المرأة القروية لديها الكثير من الموارد والمهارات التي تمكنها من مواجهة هذه التحديات. فالمرأة القروية غالبًا ما تكون مدبرة للمنزل والأسرة، وتتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على معيشة الأسرة. ولذلك، فإنها تحمل على عاتقها الكثير من المسؤوليات اليومية مثل العناية بالأطفال والشيخوخة والمرضى وإدارة الموارد المنزلية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المرأة القروية تمتلك خبرات قيمة في مجالات مثل الزراعة والثقافة والتراث، وهي تساعد في المحافظة على التنوع البيئي والثقافي في المناطق الريفية.
دعم محتشم
ومن أجل دعم المرأة القروية وتمكينها، يجب على المجتمعات والحكومات العمل على تحسين الوضع الاقتصادي للمناطق الريفية وتوفير فرص العمل الملائمة والتعليم والرعاية الصحية. كما يجب أن يتم تشجيع المرأة القروية على المشاركة في صنع القرارات المحلية وتمكينها من المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية.
وبالتالي، يمكن أن تلعب المرأة القروية دورًا هامًا في تحسين حياتها وحياة أسرتها ومجتمعاتها المحلية. وعندما تتمكن المرأة القروية من تحقيق الإمكانات الكاملة لنفسها، يمكن أن يتحسن الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمناطق الريفية بشكل عام، ويمكن تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
المرأة القروية المغربية ماسات حقيقية
المرأة القروية المغربية ماسات حقيقية ،جراء ما تعيشه من ضغوطات واكراهات اجتماعية.
تعيش صعوبة الحياة من كل نواحيها المجتمعية ، ففي غياب شروط العيش الكريم وفي ظل انتشار الفقر والهشاشة وقلة الوعي، ذاقت المرأة القروية كل أنواع القهر الضغوطات والاكراهات .
حنان يضيع مع قسوة الحياة
إنها تلك اللبنة المفعمة، التي وجب الحفاظ عليها، وتوعيتها وحمايتها ،من كل أشكال التمييز العنصري، الدي بات يهدد استقرار الأوضاع، في كل المجالات الحياتية، خاصة لدى الطفلة المغربية القروية، لحرمانها من الأقسام الدراسية ،في سن جد مبكر .
خاصة إنها ليست بمعركة، مع الزمن أو صعوبة نمط الحياة فحسب ، إنما ثمرة غرس تكاد تكون في أحسن الأحوال، وتنعكس مردوديتها على الكل إيجابا، ما إن صلحت، والعكس صحيح .
يجب على كل إنسان، مهما كان دوره داخل المجتمع ،صغيرا كان أو كبيرا ، الحفاظ ، الاحترام ، التقدير ، تقدير الإنسانة الام الحنونة، والزوجة الصالحة، والجدة القديرة، التي تواجه كل الصعاب، تتحمل كل العقبات، من اجل صيانة حياة كل من حولها .
جغرافيا أكثر قسوة
كذلك صعوبة التضاريس، التي تفرضها الطبيعة القروية الصعبة للغاية ، كما لا يخفى على أحد، أن الدور الذي تقوم به لا يقف هنا فقط، أو بالأحرى لا ينحصر هنا ولا يقتصر على شيء دون آخر ، فهي تلد وتربي وتطعم صغارها ، ولا احد يتحمل مشقة حياتها هاته غيرها انها قائدة نفسها بنفسها، ذات صلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ،من معاناة داخل البيت وخارجه.
المرة الفلاحة
أيضا تعنى بتربية المواشي ، السقي ،الرعي ،تربية الدواجن الأغنام ، الماعز النعام السمان… والعديد من الفصائل الحيوانية ، الأعلاف كذلك، التي تجلبها من اعالي الجبال.
وتبقى الطامة الكبرى ،ألا وهي جلب حطب التدفئة ، الذي يكلف الكثير والكثير من المعاناة، المادية ، الجسدية ،الجسمية …،.
خاصة في أوقات الذروة، من السنة كوقت نزول الثلوج ، الأمطار، المتدفقة عبر السهول التضاريس، الجبلية الوعرة .
إنها ليست بمعركة سهلة ، ضد المناخ التضاريس، الصعبة الطرقات المتدهورة ، بشكل كبير التي من شبه المستحيل ، الوصول الى بعض ذلك البقاع، اضافة الى الأسواق الاسبوعية البعيدة المنال.
فتضل تكابد هم فلاذات أكبادها ، صعوبة العيش وفق معايير شبه مستحيلة، لدى البعض الاخر المرأة القروية مقاومة، في بيتها وفي قبيلتها، بحيث قاومت مند العصور الوسطى، وتكبدت عناء سيادة التقافة الذكورية .
مقاربة النوع تكون مبخسة جدا في مثل هذه القبائل، قبيلة ذكورية بامتياز لا يعترف بالمرأة ككيان قائم بذاته ، إنها تكبدت هموم الحمل ، مما اتقل كاهلها ، وصعب عليها حملها بحيث بعد عناء الذي يدوم لتسعة اشهر، والاكبر عند وضعها المولود في ظروف ليست بهينة ، تحملها ومع كل هذا وذاك إذا كانت المولوة أنثى فانهى تتعرض للعنف بجميع اشكاله وخاصة العنف اللفظي الذي يزيد من تدهور وضعها الصحي، مما لا شك فيه إنها المرأة القروية المكافحة منذ الامس البعيد.
إلا أنها رأت النور في الآونة الأخيرة، وبدأ تتأرجح كفة المساواة بين الجنسين.
بالعودة الى الامس البعيد ،كانت ما إن وضعت حملها الثقيل، حتى تتلقى الاتقل من هول الحياة القروية الصعبة للغاية ، الطبيعة الوعرة والطقس الذي هو الاخر له وقع عليها لا يقل عن نظيره ،كما أسلفنا الذكر ، كالثلوج التي تبلغ عنان السماء، وكأنها ناطحة السماء إلا أن منظره لا يستمتع به إلا من يبعد عنه ،بآلاف الكيلومترات جغرافيا، كزائرين، يعني اما سكانه فيطلبون الله ليل نهار ان يرحل عنهم ، ويقف هطوله عنهم ، حتى لا تتعرض حياتهم للعدم، خاصة المرأة القروية ،الاطفال الصغار ،الذين لا يقدرون على مواجهة صعوبة الطقس، هذا لا يعني ان لفصل الشتاء معانته فحسب .
أيضا عندما تشتد الحرارة الصيفية، فالحياة تكون شبه مستحيلة، نضرا لنذرة المياه ،وبعد المسافات الجغرافية عن الآبار الصالحة لشرب ، رغم عدم وجود أي شيء يوحي بذلك .
إنها معاناة المرأة القروية المكافحة، التي تنتمي إلى القبائل البربرية قبائل “انفكو” القبائل الامازيغية ،الصامدة التي توجد في بقاع يصعب الوصول إليها ، حتى وسائل النقل لا تصلها في ظروف كثيرة ، لا تتحملها سوى المرأة القروية المكافحة وحدها .
إنها لا تعرف لطريق العياء معنى ،فتعيش وفق سلاسل جبلية ،وعرة والمعقدة ، كذلك بعد المدارس عن الاطفال، مما يجعلهم ينقطعون عن المدرسة ، في سن مبكرة جدا، كما هو الحال بالنسبة للفتيات، كما أشرنا سابقا ، انهم لا يجدون حتى ما يتقوتون به في الايام الصعبة، وصعوبات البعد الذي لا تنتهي، إنه المغرب العميق الذي لا يضهر في الواجهة إلا في حالات نادرة كبعض التي تقوم بها بعض جمعيات المجتمع المدني .
إنها المرأة الام، و الابنة البارة لوالديها، منذ ولادتها ترعى شؤونهم وشؤون بيتها، والتي تعمل خارج البيت وداخله، في الحقول ،الزراعة ،الفلاحة وغيرهم …، كدلك داخل البيت كالطهي، على النار لأنهم يعيشون بأقل تكلفة ممكنة، من خلال معطيات جد ضئيلة، ومواد جد هزيلة، إنها لقمة العيش بالممكن البسيط جدا ، والمنعدم احيانا أخرى ، المرأة التي تصنع من اللاشيء كل شيء، بدون اية جميل او تعصب .
فهي التي تربتت على روح المسؤولية من صغرها، كيف لها ان تجد الان دلك ليس بيسير، ترعرعت وسط حقول تعلمت الصبر ،وعدم الاتكالية، تحلمت كل شيء من أجل شيء واحد… ألا وهو رؤية اهلها راضين عنها، ومتفانية في خدمتهم دون توقف.