المجتمع المغربي وثقافة الحوار عرض مفصل
لرص الحوار تحولت إلى جمرة، لم يقلها الشاعر عبثا، نضرا لما عاشته وعانته، المجتمعات العربية والمغربية،من مشاكل وقضايا ووقائع وظواهر إجتماعية كادت أن تهلك كهل هذه المجتمعات برمتها.
والحوار هو ذلك المفهوم الشاسع في دلالته، المتعدد في معانيه، الذي يعتبر أسلوب راقي من أساليب التواصل داخل المجتمع وخارجه.
وبالتالي فهو نوع من النقاش، الذي يسود في جو هادئ، مبني على الخطاب في شكله الموضوعي،بالإنصات للآخر.
هذا ويعتبر هذا الموضوع المعنون،”بالمجتمع المغربي وثقافة الحوار “، ظاهرة منعدمة إذا صح التعبير، بشكل كبير داخل أوساطنا المجتمعية، التي قد تواطئنا معها مع مرور الزمن، بحيث أصبحت طريقة من طرق تربيتنا وتنشئتنا بشكل تلقائي، دون أن نلفت لها النظر.
فتكسرت مائدة الحوار المفروضة أن تكون، وأصبحت محل خبر كان، وحل محلها لطم الأبواب وإرتفاع الأصوات.
وهنا يبقى الطرح دائما، ما الحل والمآل؟ما الدواعي والأسباب؟ التي تكمن وراء كل هذه التشنجات والعوائق الإجتماعية، التي تعيق سير وإستقرار المجتمع بشكل كبير.
هذا ويبقى غياب لغة الحوار، ملازمة باستمرار، وبشتى أواصرها، وعدم تربية وتنشئة الأجيال، على هذه الثقافة،قد يسبب مشاكل عويصة، وهفوات متعددة، داخل الأسر والمجتمعات المغربية.
إن الواقع المغربي، أصبح يطرح نفسه بحدة، لإعادة النظر فيه لما يعج فيه، من انحرافات سلوكية، اضطرابات نفسية، أخلاقية، خطيرة، ككثرة معدلات الطلاق، التفككات الأسرية، والإنحلالات الأخلاقية، كجنوح الأحداث والأمهات العازبات،الخيانة الزوجية، ناهيك عن معظلة المخدرات بشتى أشكالها.
كل هذا وذاك، يرجع إلى غياب ثقافة الحوار داخل البيوت المغربية، فالكل ينشئ داخل قوقعته الخاصة، مصغيا لميولاته الغريزية، مطلقا العنان للهو، وشهواته اللاشعورية، إضافة إلى الرياح العاتية الآتية، من وسائل الإعلام ، الشارع و الثقافة المغربية، التي تساعده على ذلك.
فهنا يجب طرح استفهام كبير، فكيف نطالب من لم ينشئ في بيئة سليمة، مبنية على الحوار كجوهر أساسي، أن يتقن قاموس هذه الثقافة.
خاصة أن لهذه الثقافة، مبادئ وقيم يجب أن تترعرع وتنشئ مع كل فرد من أفراد المجتمع.
لذا فيجب كيفية نهج سياسة حوارية داخل الاسرة والمدرسة، الشارع، المجتمع بشكل عام.
هذا وتبقى ثقافة الحوار، تلك القيمة المطلقة، قيمة سامية، التي من خلالها تتأتى حسن المعاملة والتواصل بين الأفراد والمجتمع، كإحترام الرأي المخالف بعيدا عن أي تعصب أو غلو.