جروح الروح الخمسة
يقول المفكر ادوارد بريكون :”يستغرق شفاء جروح الروح وقتًا أطول من مداواة جروح الجسد”.
في بعض الأحيان تجعلنا العلاقات الإنسانية منبهرين ومندهشين أو تتركنا في حيرة شديدة شاردين ، كما أن السلوكيات تختلف من فرد لآخر. كما نجد البعض خجول، فإن البعض الآخر مسيطر أو جامد. لكن هل تساءلتم يومًا عن السبب وراء ذلك وكيف؟ هل سمعت من قبل عن الجروح الروحية الخمسة التي يمكن أن تعيق نمو وتطور الفرد؟
هناك خمسة جروح للروح تجعلك غير حقيقي ، هذه الجروح حدثت لكل شخص منا و هو في فترة طفولته، أغلبها من سنتين إلى ستة سنوات.
فكل واحد منا يعاني من هذه الجروح ،و هناك غالبا جرح بارز أو جرح أساسي على باقي الجروح و يشكل معاناة كبيرة في حياة الشخص لذلك معظمنا لا يكون على حقيقته و يتصرف بأقنعة و يبتعد عن فطرته السليمة التي خلقه الله عليها.
و هذه الجروح تكون بنسب متفاوتة من شخص إلى آخر على حسب درجة وعيه و تطوره و هذه الأقنعة هي ما تسمى بالإيجو لتحمينا من الألم مرة أخرى .
و تقريبا معظم الجروح نعبر عنها في أجسادنا خاصة عندما تكون بليغة و لم تعالج قط .
المهم هو الوعي بالجرح و تقبله و معالجته وهذهةالجروح يمكن اجمالها في خمسة جروح أساسية.
أولها : الهجر و التخلي
الطفل لم يتلقى الاهتمام و السند الكافي من قبل والديه و صوته لم يكن مسموع كفاية ،فيصير يخاف الوحدة و العزلة و دائما يحاول جذب الاهتمام له من طرف الاخرين (أنا موجود )للتعبير عن ذاته هو كثير التعلق بالاشياء و بالاشخاص يعاني ألم الفقد أضعاف مضاعفة عن الآخرين
للعلاج يجب عليه :
1-التأكد من نية الاخر هل حقا يريد التخلي عنه
2-مواصلة مشاريعه و خططه و إكمالها
3-يتعلم كيف يهتم بنفسه و يقدرها بدلا من انتظار الاهتمام من الاخرين
الشفاء يدل على أن :
1-يكون في حالة نفسية جيدة حتى و لو كان وحيدا و لا يبحث عن اهتمام الاخرين به
2-يتابع كل ما يقوم به حتى ولو لم يكن هناك دعم من الاخرين
ثانيا : الرفض
الطفل لم يشعر بأنه مقبول و مرغوب و محبوب من طرف والديه ،و يشعر بأنه منبوذ
الشخص يحب الاتقان في كل شيئ يقوم به لكن يشكك من قيمته و يظن أن ليس لديه الحق في الوجود فلذلك يهرب من الواقع و يعتزل العالم
للعلاج يجب عليه:
1-التأكد هل حقا ان الاخر يريد رفضه
2-عدم الهروب
3-تقدير نفسه و تقييمها
الشفاء يدل على أن :
1-أخذ مكانته في المجتمع
2-يجرء على إثبات نفسه
3-و إذا حاول شخص نسيانه فإنه يكون بشعور جيد و لا يبالي بذلك
4-تصبح المواقف التي يخاف الذعر منها قليلة جدا
ثالثا: الظلم
الطفل كُبحت فرديته منذ الصغر من طرف والديه نتيجة برودتهما و عدم حساسيتهما فينتج إثر ذلك تشدد مع نفسه و مع الاخرين فيظهر برودة و عدم حساسية للأمور و خوف من عدم إستحقاقه للحب
للعلاج يجب عليه :
1- الجلوس مع نفسه و إعطائها الحق في الاحساس الحقيقي و مراعاة احساس الاخرين
2-التحقق من أن الآخر أراد حقا أن يكون غير عادل معه
3- التواصل مع الطبيعة
الشفاء يدل على أن :
1-عدم أخذ الأمور بجدية كبيرة
2-ممكن أن يرتكب أخطاء بدون أن يغضب أو ينتقد نفسه
3- عدم التحرج في إظهار مشاعره و البكاء أمام الآخرين بدون خوف من الأحكام و بدون فقد السيطرة
رابعا: العار
الطفل ضٌُيق عليه من طرف والديه في رغباته و حريته في التعبير عن متعته الجسدية ، حساس لكنه خاضع يبحث عن المتعة و يخشاها و يرهبها فيفضل التضحية من أجل الآخر خوفا من شعوره أنه لا يستحق أو أنه تافه. و يتألم من شعوره بالتحقير .
للعلاج يجب عليه :
1-التحقق من أن الآخر أراد إهانته
2- هل حقا الموقف يستدعي الخجل
3- أن لا يتحمل كل شيئ على عاتقه و يلقي الضرر عليه و على ما يستحق من حاجياته الخاصة
الشفاء يدل على أن :
1-يكون لديه الوقت لإحتياجاته قبل أن يقول نعم للآخرين يرضي نفسه قبل إرضاء الناس و لايكون رضى الناس على حساب احتياجاته
2- أن لا يكلف نفسه فوق طاقتها و أن يشعر بالحرية
3- أن لا يقيًد نفسه
4- أن يكون قادر على طلب أشياء من الاخرين بدون أن يتوهم أنه مزعج
خامسا : الخيانة
الطفل تلقى الأكاذيب من طرف والديه و لم تكن هناك أجوبة لتوقعاته فثقته هزمت و استعمل كثيرا و تولد عنده شعور التميز و السيطرة على الآخرين و عدم صبره يؤدي إلى التلاعب في بعض الأمور و هروبه من الإلتزامات
للعلاج يجب عليه :
1- أن يكون أكثر ثقة بنفسه و بالآخرين و يتأكد هل هناك حقا وعود و إالتزامات من طرف الآخر
2- يتعلم كيف يسير الأمور دون السيطرة و دون أن تكون له الكلمة الآخيرة
الشفاء يدل على :
1- يتحكم في مشاعره عندما يكون هناك أمر طارئ أو شخص يزعج مخططاته أن لا يتوتر و تكون لديه قوة التسليم لله في الامور
2- التسليم معناها أن يتوقف عن تعلقه بالنتائج و أن لا يكون كل شيئ مثل ما أراد
3- أن يتوقف عن البحث أن يكون مركز جذب للآخرين
4- يستطيع أن يكون بشعور جيد حتى عندما لا يعترف به الآخر .